تُعرف الجمهوريّة العربيّة السّوريّة، بأنّها بوّابة التاريخ، ومركز الحضارات القديمة، حيث تعاقبت عليها حضارات عديدة منذ فجر التاريخ، تاركةً آثاراً وفيرة، تكاد لا تكفي مجلّدات لتدوين أسمائها، إذ قلّما يُشاهد موقع في هذه الدولة لا يوجد فيه آثارٍ تاريخيّة عظيمة، ولا توجد مدينة سوريّة إلا وفيها من المتاحف العظيمة التي تحوي كنوز البلد وآثاره، ناهيك عن السرقات التي حصلت للآثار السوريّة والتي نجدها معروضة في أكبر متاحف العالم.
أهمّ الآثار القديمة في سوريا الأسوارتكثر في الدولة السوريّة الأسوار القديمة، والتي بنيت عبر تتابع الحضارات، ويشتهر فيها سور دمشق، وهو يشكّل حائطاً أثريّاً يحيط بالمدينة القديمة، ويوجد في داخله العديد من المواقع الأثريّة القديمة، كقلاع وبروج وأبواب، ويعود تاريخ إنشائه إلى الآراميين أولاً ثمّ إلى اليونانيين ومن بعدهم الرومان، ويبلغ طوله حوالي ألف وخمسمئة متر، وهنالك أيضاً سور حمص والذي يُحيط بالمدينة القديمة ويعود بناؤه إلى الحثيين وأيضاً الآراميين، وقد رممه الرومان، وأيضاً هنالك سور مدينة الرقّة الأثريّ.
الأبوابكثيرة هي الأبواب الأثريّة في سوريا، ومعظمها بُنيت على أسوار المدن القديمة، كسور دمشق الموجود فيه باب توما، وأيضاً باب كيسان، وهنالك باب شرقي، وباب الجابية، وأيضاً باب الصغير، وهنالك باب الفراديس، إضافة إلى باب النصر، وأيضاً باب الفرج، وباب السلام، وأيضاً في سور حمص الذي يقع عليه عدّة أبواب، كباب تدمر، وأيضاً باب السباع، وهنالك باب الدريب، وأيضاً باب التركمان، إضافة إلى باب هود، وباب السوق، وأيضاً باب عمر، وأبواب مدينة حلب الأثريّة، كباب الأحمر، وأيضاً باب النيرب، وباب الحديد، وهنالك باب الجنان، إضافة إلى باب قنسرين، وباب المقام، ويقع على سور مدينة الرقّة باب بغداد الأثريّ، إضافة إلى عدّة أبواب منفردة ما زالت حتّى اليوم موجودة في بعض المدن السورية.
المعابدوكنتيجة لتعاقب الحضارات في سوريا، فإنّ معظم هذه الأقوام القديمة بنت عدداً من المعابد الخاصّة بآلهتم، إذ يوجد معبد جوبيتر الدمشقي الموجود في المدينة القديمة بدمشق، لا زالت حتّى اليوم بعض الأعمدة الموجودة منه، ومعبد المتاعية الموجود في القرية التي تحمل اسم المعبد الموجودة في مدينة درعا نفسه.
ممالك ومدن وقرىكثيرةٌ هي المدن التي ما زالت أوابدها رابضة في سوريا تحكي قصّة الماضي والحضارة والتاريخ، ولعلّ أشهر تلك الممالك هي مملكة تدمر والتي خلّدت ملكتها زنوبيا اسمها، وتقع في مدينة تدمر في وسط البلاد، وهي مدينة متكاملة في آثارها من أقواس وأعمدة وشوارع ومنحوتات ومدرّجها العظيم، وهنالك مملكة كانا التي تقع في الجهة الشرقيّة من سوريا على نهري الخابور والفرات، وأيضاً مملكة بخياني الآراميّة، والتي أُبيدت بالكامل، اكتشفت في تل حلف، واشتهرت بعاصمتها غوزانا، أيضاً هنالك مملكة أوغاريت الموجودة في رأس شمرا بالقرب من محافظة اللاذقيّة، وقد اكتشفت فيها الأبجديّة الأولى هناك، وهنالك مدينة إيمار الأثريّة، والتي تعود للعصر البرونزي، تقع في الجهة الغربيّة من مدينة الرقّة على نهر الفرات، وهنالك قرية البرة الموجودة في منطقة أريحا في مدينة إدلب، تعود إلى العهد الروماني، وهي غنيّة بآثارها الحجريّة المبهرة، وهنالك العديد من الممالك والمدن كمدينة البيعة توتل الموجودة في الرقّة، ومملكة يمحاض في حلب، وحلف المدن الهيلينيّة المعروف باسم التترابولس السوري والذي ألّفه سلوقس الأول، ومدينة الرصافة الموجودة في البادية السوريّة في الرقة، ومدينة الرفنية الأثرية الرومانية، والمدن المنسية الأثريّة الموجودة بين حلب وإدلب، إضافة إلى مدينة بريكة الموجودة في جبل العرب في محافظة السويداء، ومدينة بصرى الموجودة في درعا والتي تُعتبر مدينة أثريّة متكاملة تحوي مدرّجاً شهيراً.
الأعمدةيوجد في سوريا العديد من الأعمدة التي بعضها ما زال صامداً رغم الزمن، ومن أشهرها أعمدة باخوس الموجودة في محافظة اللاذقيّة مصنوعة من الغرانيت، ويبلغ ارتفاعها حوالي ثمانية أمتار تزيّنها التيجان الكورنثية، وهنالك عمود القديس سمعان الشهير الموجود في مدينة حلب.
الأبراجلا تُعدّ ولا تُحصى الأبراج الموجودة في سوريا، ويشتهر فيها برج صافيتا، والذي يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي أربعمئة وتسعة عشر متراً، وهو برج القلعة الوحيد.
المدارسكثيرة هي المدارس القديمة الموجودة في سوريا، والتي ذاع صيتها في كلّ الأرجاء، ومنها المدرسة الظاهريّة الموجودة في دمشق في باب البريد، ويعود بناؤها للملك السعيد أبي المعالي بن الملك الظاهر بيبرس، والمدرسة العادليّة الكُبرى، الموجودة في دمشق أيضاً في حي الصالحية، وتعود للعصر المملوكي
وتكثر في سوريا أيضاً الخانات، والحمّامات، والسدود، والمساجد، والكنائس، وكل ما يتوقّع بأنّه موجود ضمن قائمة الآثار نجده في سوريا، هذه البلد الغنيّة بتراثها وأصالتها.
المقالات المتعلقة بآثار قديمة في سوريا